اجتمعوا له، فأخبرته، فقال: تقول: هم أربعون؟ قال: نعم، قال: فأخرجوه فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم فيه». (١)
وتمام الحديث عن ابن ماجه:«ما من أربعين من مؤمن يشفعون لمؤمن إلا شفعهم الله فيه»(٢)
• وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له»(٣)
الشفاعة العاشرة: الشفاعة في عمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه (٤).
(١) رواه مسلم (٩٤٨). (٢) رواه ابن ماجه (١٢١٩). وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه». (٣) رواه ابن ماجه (١٢١٨). قال البوصيري في «زوائد ابن ماجه» (١/ ٢٢٨): هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيحين، وقال العيني في «عمدة القاري» (٨/ ١٦٧): إسناده صحيح، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه»، وقال الوادعي في «الشفاعة» (ص: ٢٨٥): رجاله رجال الصحيح وهو على شرط الشيخين. (٤) وقع الخلاف في توجيه هذه المسألة: قال ابن تيمية: "هذا نص صحيح صريح لشفاعته في بعض الكفار أن يخفف عنه العذاب بل في أن يجعل أهون أهل النار عذاباً كما في الصحيح أيضا عن ابن عباس أن رسول الله قال: أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلى منهما دماغه". مجموع الفتاوى لابن تيمية ١/ ١١٧. وقال القاضي عياض: "قوله في أبي طالب لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة على سبيل التجوز لأن الله قد نهى عن الاستغفار لمثله وأعلمه أنه لا تنفعهم شفاعة الشافعين لا يشفع فيهم ولا لهم شفعاء وأنها شفاعة بالحال أي بركتي وكونه من سببي فيخفف عنه ويكون في ضحضاح من نار كما جاء في الحديث وهو الشيء القليل منه وضحضاح الماء الذي على وجه الأرض " مشارق الأنوار للقاضي عياض ٢/ ٢٥٦. وقال العيني: "قوله: لعله تنفعه شفاعتي قيل يشكل هذا بقوله تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر الآية: ٤٨]. وأجيب: بأنه خص فلذلك عدُّوه من خصائص النبي ﷺ. وقيل: جزاء الكافر من العذاب يقع على كفره وعلى معاصيه فيجوز أن الله تعالى يضع عن بعض الكفار بعض جزاء معاصيه تطييباً لقلب الشافع لا ثواباً للكافر لأن حسناته صارت بموته على كفره هباء منثوراً". عمدة القاري للعيني ٢٣/ ١٢٦.