للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه؛ فاعرفوه" (١).

* الأحاديث في نزول عيسى متواترة:

جاءت الأحاديث الواردة في نزول عيسى في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من دواوين السنة، وهي تدلُّ دلالة صريحة على ثبوت نزول عيسى في آخر الزمان، ولا حجة لمن ردها، أو قال: إنها أحاديث آحاد لا تقوم بها الحجة، أو: إن نزوله ليس عقيدة من عقائد المسلمين التي يجب عليهم أن يؤمنوا بها (٢)؛ لأنه إذا ثبت الحديث؛ وجب الإيمان به، وتصديق ما أخبر به الصادق المصدوق ، ولا يجوز لنا رد قوله؛ لكونه حديث آحاد؛ لأن هذه حجة واهية، فأحاديث الآحاد إذا صحت؛ وجب تصديق ما فيها،


(١) "مسند أحمد" (٢/ ٤٠٦ - بهامشه منتخب الكنز). والحديث صحيح. انظر: هامش "عمدة التفسير" (٤/ ٣٦)، تحقيق الشيخ أحمد شاكر. وصدر هذا الحديث رواه: البخاري (٦/ ٤٧٨ - مع الفتح)، ورواه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥٩٥)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
(٢) انظر كتاب: "الفتاوى" (ص ٥٩ - ٨٢) للشيخ محمود شلتوت، طبع دار الشروق، ط ٨، عام (١٣٩٥ هـ)، بيروت؛ فإنه أنكر فيه على من قال برفع عيسى ببدنه، وأيضًا أنكر نزوله في آخر الزمان، ورد الأحاديث الواردة في ذلك، وقال: إنه لا حجة فيها؛ لأنها أحاديث آحاد!! ومسألة رفع عيسى وهل هو ببدنه أو بروحه مسألة خلافية بين العلماء، ولكن الحق أنه رفع ببدنه وروحه؛ كما ذهب إلى ذلك جمهور المفسرين؛ كالطبري، والقرطبي، وابن تيمية، وابن كثير، وغيرهم من العلماء.
انظر: "تفسير الطبري" (٣/ ٢٩١)، و"تفسير القرطبي" (٤/ ١٠٠)، و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية (٤/ ٣٢٢ - ٣٢٣)، و"تفسير ابن كثير" (٢/ ٤٠٥).

<<  <   >  >>