الإسرائيليات ونحوها فهم لا يكترثون بضبطها ولا بأحوال نقلها" (١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قال الإمام أحمد "ثلاثة علوم ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير" وفي لفظ "ليس لها أسانيد" ومعنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة ومنقطعة، فإذا كان الشيء مشهوراً عند أهل الفن وقد تعددت طرقه فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره" (٢).
وما كان ينبغي لمن اطلع على كلام شيخ الإسلام في شأن هذه الرسالة-والذي هو شهادة واضحة جلية تؤكد صحتها وسلامتها من الطعن-أن يشكك أو يطعن في ثبوتها وسلامتها.
[المطلب الثاني: من طعن في صحة نسبتها.]
طعن بعض المتقدمين والمعاصرين في هذه الرسالة سندًا ومتنًا، ومن أولئك المتقدمين أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ منده.
وقد تبعه على هذا الرأي من المعاصرين عدد من الباحثين منهم الباحث الدكتور عبد العزيز الحميدي في كتابه براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة. عند حديثه عن رسالة الإمام أحمد إلى مسدد بن مسرهد البصري (٣)؛ ووافقه على ذلك الدكتور عبد الله الدميجي في تحقيقه لمجموعة رسائل
(١) الرد على البكري ص ٢٠. (٢) "تلخيص كتاب الاستغاثة المعروف بالرد على البكري" ص ١٦ - ١٧. ط: الدار العلمية، الهند. (٣) كتاب براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة (١/ ١٠٠ - ١٠٥).