بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله " (١) .........
وهذا الحديث صريح في أن الموتى يصعقون، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الذي يصعق صعق غشي هم الشهداء دون غيرهم من الأموات، وأضاف إليهم آخرون من الأنبياء (٢).
وذهب إلى أن الشهداء والأنبياء يصعقون صعق غشي البيهقي فقال في صعق الأنبياء: "ووجهه عندي أنهم أحياء عند ربهم كالشهداء، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا، ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه، إلا في ذهاب الاستشعار، وقد جوز النبي ﷺ أن يكون موسى ممن استثنى الله، فإن كان منهم فإنه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة بسبب ما وقع في صعقة الطور " (٣)
وقد نقل عن ابن عباس وأبي هريرة وسعيد بن جبير أن الأنبياء والشهداء من الذين استثناهم الله (٤)، وعزاه ابن حجر إلى البيهقي (٥)، فإن كان المراد استثناؤهم من الموت فإن هذا حق، وإن كان المراد استثناؤهم من الصعق الذي
(١) صحيح البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة الزمر، فتح الباري: (٨/ ٥٥١). (٢) القيامة الكبرى (١/ ٢٠). (٣) تذكرة القرطبي: ١٦٩. (٤) الروح لابن القيم: ٥٠. (٥) فتح الباري: (١١/ ٣٧١).