للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصيب الأموات كما دل عليه حديث موسى فالأمر ليس كذلك (١).

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأولى بالمسلم التوقف في تعيين الذين استثناهم الله، لأنه لم يصح في ذلك نص يدل على المراد.

قال القرطبي صاحب التذكرة: "قال شيخنا أبو العباس: والصحيح أنه لم يرد في تعيينهم خبر صحيح، والكل محتمل" (٢).

وقال ابن تيمية: " وأما الاستثناء فهو متناول لمن في الجنة من الحور العين، فإن الجنة ليس فيها موت، ومتناول لغيرهم، ولا يمكن الجزم بكل ما استثناه الله، فإن الله أطلق في كتابه. والنبي قد توقف في موسى، وهل هو داخل في الاستثناء فيمن استثناه الله أم لا؟

فإذا كان النبي لم يخبر بكل من استثنى الله، لم يمكننا نحن أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة وأعيان الأنبياء، وأمثال ذلك مما لم يخبر الله به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر، والله أعلم " (٣).

ونقل القرطبي عن الحليمي أنه أبى أن يكون المستثنون هم حملة العرش أو جبرائيل وميكائيل وملك الموت، أو الولدان والحور العين في الجنة، أو موسى، ثم بين سر إنكاره لهذا فقال: " أما الأول، فإن حملة العرش ليسوا من


(١) القيامة الكبرى (١/ ٢١).
(٢) التذكرة: ص ١٦٧.
(٣) مجموع فتاوي شيخ الإسلام: (٤/ ٢٦١).

<<  <   >  >>