بهم الأموات كلهم، لكونهم لا إحساس لهم، فلا يصعقون (١)
وما ذهب إليه أبو العباس صحيح إذا فسرنا الصعق بالموت، فإن الإنسان يموت مرة واحدة، قال تعالى:(لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى)[الدخان: ٥٦].
وقد عقد ابن القيم في كتابه:«الروح» فصلا بين فيه أن أهل العلم قد اختلفوا في موت الأرواح عند النفخ في الصور.
والذي رجحه ابن القيم أن موت الأرواح هو مفارقتها للأجساد، وخروجها منها، ورد قول الذين قالوا بفناء الأرواح وزوالها، لأن النصوص دلت على أن الأرواح تبقى في البرزخ معذبة أو منعمة (٢).
أما إذا فسرنا الصعق بالغشي، فإن الأرواح تصعق بهذا المعنى ولا تكون داخلة فيمن استثنى الله ﵎، فإن الإنسان قد يسمع أو يرى ما يفزعه، فيصعق، كما وقع لموسى عندما رأى الجبل قد زال من مكانه (وخر موسى صعقا)[الأعراف: ١٤٣].
وقد جاء هذا المعنى صريحا في بعض النصوص، … قال رسول الله ﷺ: " لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش