قال شيخ الإسلام ابن تيمية:(وأما العرش فإنه مقبب، لما روي في السنن لأبي داود عن جبير بن مطعم قال:«أتى رسول الله ﷺ أعرابي فقال: يا رسول جهدت الأنفس، وجاع العيال -وذكر الحديث إلى أن قال رسول الله ﷺ: إن الله على عرشه وإن عرشه على سمواته وأرضه كهكذا» (١) وقال بأصابعه مثل القبة … وفي علوه قوله ﷺ: «إذا
(١) الحديث أخرجه كذلك الدارمي في الرد على بشر المريسي (ص ٤٤٧). وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٥٢). وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٣٩ - ٢٤٠، ح ١٤٧). والطبراني في المعجم الكبير (٢/ ١٣٢، برقم ١٥٤٧). وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٥٥٤ - ٥٥٦، ح ١٩٨). والدارقطني في الصفات (ص ٥١، ح ٣٨). وابن منده في التوحيد (١/ ١٨٨، برقم ٦٤٣). واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/ ٣٩٤). والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٣١٧ - ٣١٨، ح ٨٨٣). وقد تكلم بعض الأئمة على هذا الحديث: فقال الذهبي في العلو (ص ٣٩): "هذا الحديث غريب جداً فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي ﷺ هذا أم لا؟ وأما الله فليس كمثله شيء ﷻ، وتقدست أسماؤه ولا إله غيره" انتهى كلامه. واستغربه الحافظ ابن كثير في تفسير آية الكرسي من تفسيره (١/ ٣١٠). ثم إن في إسناده اختلافاً. هذا وقد تكلم ابن القيم في تهذيب السنن (٧/ ٩٥ - ١١٧) بكلام طويل نصر فيه تصحيح الحديث، ورد المطاعن التي طعن بها هذا الحديث، وبخاصة عن ابن إسحاق. والصواب أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، ولا سيما أن جبير بن محمد قال فيه الحافظ ابن حجر: "مقبول" يعني إذا توبع ولم يتابع هنا. التعليق: منهج السلف في إيراد مثل هذه الأحاديث التي في إسنادها مقال إنما هو من باب التأكيد لا من باب التأييد، وهذا الحديث إنما ساقه الكثير من السلف لما فيه من تواتر علو الله تعالى فوق عرشه مما يوافق آيات القرآن والأحاديث الصحيحة".