سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلاها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة" (١).
فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات، وسقفها، وأنه مقبب … ) (٢).
وفي حديث أبي ذر المشهور قال: قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: «آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" (٣).
وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها دائماً يصرحون بذلك في كتبهم عند
(١) أخرجه البخاري في صحيحيه، كتاب التوحيد، باب ﴿وكان عرشه على الماء﴾. انظر فتح الباري (١٣/ ٤٠٤). (٢) الفتاوى (٥/ ١٥١). (٣) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش رقم (٥٨). وابن حبان في صحيحه (١/ ٧٦ - ٧٩). وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٦٤٨ - ٦٤٩، ح ٢٥٩). وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٦٦). والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٣٠٠ - ٣٠١، ح ٨٦٢). وللحديث أيضاً طرق أخرى ذكرها الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (١٠٩)، وقال: (وجملة القول إن الحديث بهذه الطرق صحيح)، وصححه أيضاً في تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية (ص ٣١٢)، وتخريجه لأحاديث كتاب "ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان" للألوسي (ص ١٤٠). وقد نقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٣/ ٤١١) عن ابن حبان تصحيح الحديث وقال: (وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره بسند صحيح عنه).