ونعلم أن إيمان أهل السنة بالصفات إيمان وجود، فإن كانت الخلة أو المحبة أمورًا شعورية وأكثر منها أمورًا حسية، فإن تعريف هذه الصفات هكذا إنما هو بالنسبة لاتصاف المخلوقين بها، ولا يعني أن يكون هذا هو تعريفها في حق الخالق ﷾؛ وإنما يكون إثباتها للخالق إثبات وجود لا إثبات كيف.
وقال شارح الطحاوية:"ثبت له ﷺ أعلى مراتب المحبة، وهي الخلة، كما صح عنه ﷺ أنه قال:«إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. وقال: ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الرحمن». والحديثان في الصحيح وهما يبطلان قول من قال: الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد، فإبراهيم خليل الله ومحمد حبيبه. وفي الصحيح أيضا:«إني أبرأ إلى كل خليل من خلته». والمحبة قد ثبتت لغيره. قال تعالى: ﴿والله يحب المحسنين﴾. ﴿فإن الله يحب المتقين﴾. ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ "(١).