وإن كان القاضي أبو يعلى ذكره في كتابه "إبطال التأويلات" حيث قال: (وقد قال أحمد في رسالته إلى مسدد: إن الله ﷿ ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا ولا يخلو من العرش. فقد صرح أحمد بالقول إن العرش لا يخلو منه)(٢).
ولكن ما نقله ابن تيمية في مسألة النزول عن الإمام أحمد نصه:"ونقلوه عن أحمد بن حنبل في رسالته إلى مسدد [يقول]: "وهم متفقون على أن الله ليس كمثله شيء، وأنه لا يعلم كيف ينزل، ولا تمثل صفاته بصفات خلقه" (٣)
وليس فيه ذكر خلو العرش، أما بقية الروايات التي نقلت لنا الرسالة بتمامها فليس فيها ذكر لمسالة النزول أصلًا.
بل أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لم ينقل على أحد من الأئمة المعروفين بالسنة بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه (٤).
الوجه الثاني: أن عبارة "خلو العرش" لا ترتقي لأن تكون سببًا لرد الرسالة "باعتبار أن ما تضمنته من عقائد مخالفة للمشهور عن أحمد" كما يفهم من كلام ابن منده وكما ذكره بعض الباحثين.