رابعًا: أن ما يتمسك به من شكك في صحة الرسالة من أن مدارها على شخص مجهول وهو أحمد بن محمد التميمي الزرندي، فهذا الأمر لم يجهله شيخ الإسلام ابن تيمية بل ذكره نصًا ومع ذلك لم يأخذ به ولم يجعله سببًا لرد الرسالة أو الطعن فيها بل على العكس من ذلك دافع عنها وقال بصحتها.
خامسًا: أم الطعن في الرسالة من حيث المتن.
فالرد عليه من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا وجود لهذه العبارة في متن الرسالة.
فقول ابن مندة "ثمَّ ذَكَرَ فِيهَا؛ وَيَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَلَا يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ" هذا النص لا وجود له في جميع النسخ التي وقفت عليها لرسالة الإمام أحمد لمسدد ولا يدرى من أين أتى ابن مندة بهذا النص.
فهذا النص لا وجود له في رسائل الإمام أحمد فهو غير موجود في رسالة الإمام أحمد إلى مسدد بن مسرهد في جميع مواردها التي تقدم ذكره، ولا حتى في رسالة عبدوس بن مالك الواردة في طبقات الحنابلة (١)، ولا في برواية الحسن بن إسماعيل الربعي الواردة في طبقات الحنابلة (٢)، ولا في رواية محمد بن عوف الطائي الواردة في طبقات الحنابلة (٣)، ولا في رواية: مُحَمَّد بن حبيب الأندراني الواردة في طبقات الحنابلة (٤)، ولا في برواية: أحمد بن جعفر