الدليل الثاني: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ:(كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَإِذَا زَاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ)(٤).
الدليل الثالث: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- لما جد به السير (٥)، بِطَرِيقِ مَكَّةَ، حَتَّى كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ نَزَلَ، فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعَتَمَةَ، جَمَعَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: (إنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(١) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصره، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر (١/ ٤٩٠) (٧٠٦). (٢) رواه مسلم في كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤/ ١٧٨٤) (٧٠٦). (٣) رواه أبو داود في السنن، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين (٢/ ٧) (١٢٢٠)، والترمذي في السنن، أبواب السفر، باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين (١/ ٦٩٠) (٥٥٣)، و الدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في السفر (٢/ ٢٤١) (١٤٦٤)، وأحمد في مسنده (٣٦/ ٤١٣) (٢٢٠٩٤)، وقال الترمذي: "حديث حسن"، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ١٢٢): "قال أبو داود هذا حديث منكر وليس في جمع التقديم حديث قائم". (٤) رواه البخاري في كتاب الجمعة، باب يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس (٢/ ٤٦) (١١١١)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر (١/ ٤٨٩) (٧٠٤). (٥) الجد: يطلق على العظمة، والجد في الأمر: الاجتهاد فيه. وجد في السير: اجتهد وتعجل فيه، انظر: المصباح المنير (١/ ٩٢)، طرح التثريب (٣/ ١٢٢)، المنهل العذب (٧/ ٧٤).