الدليل الثالث: عن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ (٥) -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ القِبْلَةُ، فَصَلَّى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى حِيَالِهِ (٦)، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَزَلَ:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}(٧)(٨).
وجه الدلالة من الحديث: يستدل به من وجهين:
١ - خفيت الدلائل على الصحابة رضوان الله عليهم فصلوا إلى جهات مختلفة؛ ولم ينكر عليهم
(١) سورة البقرة، الآية (١١٥). (٢) انظر: بدائع الصنائع (١/ ١١٩)، الإشراف (١/ ٢٢١). (٣) سورة البقرة، من الآية (١٤٤). (٤) رواه البخاري في كتاب الصلاة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، (١/ ٨٨) (٣٩٩)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، (١/ ٣٧٥)، (٥٢٧) واللفظ له. (٥) هو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك العنزي، كنيته أبو عبد الله، حليف الخطاب، شهد بدرًا وما بعدها، وهاجر الهجرتين، توفي بعد مقتل عثمان بأيام، إكمال التهذيب (٧/ ١٢٦)، الإصابة (٣/ ٤٦٩). انظر: الاستيعاب (٢/ ٧٩١). (٦) أي قبالته، وتلقاء وجهه، انظر: تبيين الحقائق وحاشية الشلبي (١/ ١٠١)، النهاية (١/ ٤٧٠)، المصباح المنير (١/ ١٦٠). (٧) سورة البقرة، من الآية (١١٥). (٨) رواه الترمذي في السنن (١/ ٤٥٠) (٣٤٥)، وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث.