"إياكم والحسَدَ، فإنّ الحسدَ يأكُلُ الحسَنَاتِ كَما تأكلُ النَّارُ الحطَبَ أو قال العُشْبَ".
• وخرج الحاكم وغيره (١) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"سيصيب أمتي داءُ الأمم قالوا: يا نَبِيَّ الله! وما داءُ الأمم؟ قال: الأشرُ والبَطَرُ والتَّكَاثُرُ والتَّنَافُسُ في الدنيا والتباغُضُ والتَّحَاسُد حتَّى يكونَ البَغْيُ ثم الهرْجُ".
[[أنواع أخرى من الحاسدين]]
وقسم آخر من الناس إذا حسد غيره لم يعمل بمقتضى حسده، ولم يبغ على المحسود بقول ولا فِعل.
• وقد روي عن الحسن: أنه لا يأثم بذلك.
• وروي مرفوعًا من وجوه ضعيفة.
وهذا على نوعين:
• أحدهما: أن لا يمكنه إزالة ذلك الحسد عن نفسه؛ فيكون مغلوبًا على ذلك؛ فلا يأثم به.
• والثاني: من يُحَدِّثُ نفسَه بذلك اختيارًا، ويعيدُه ويُبْدِئُه في نفسه مُسْتَرْوِحًا إلى تمنِّي زوالِ نعمةِ أخيه.
فهذا شبيه بالعزم المصمم على المعصية.
= … فذكره بالنص الذي أورده ابن رجب. وقد عقب الخطابي في أعلام السنن بهامشه: جد إبراهم بن أبي أسيد لم يسم، وذكر البخاري إبراهيم هذا في التاريخ الكبير، وذكر له هذا الحديث وقال: لا يصح. لكن كيف لم ينبه ابن رجب على هذا؟ (١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٦٨ من رواية أبي العباس: محمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله، عن ابن وهب، عن أبي هاني: حميد بن هاني الخولاني، عن أبي سعيد الغفاري، عن أبي هريرة … فذكره، وفيه: فقالوا: يا رسول الله! … والتكاثر والتناجش في الدنيا … ". وليس فيه: ثم الهرج. وقد عقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٣٠٨ عن الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة، وفيه: والبطر والتدابر والتنافس والتباغض والبخل حتى يكون البغي ثم الهرج. وقد قال الهيثمي: فيه أبو سعيد الغفاري لم يرو عنه غير حميد بن هانيء، وبقية رجاله وثقوا.