• قال: وسمعتُ مالكا يكره الجواب في كثرة المسائل وقال: قال الله عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}(١) فلم يأته في ذلك جواب، وكان مالك يكره المجادلة عن السنن أيضًا.
• قال الهيثم بن جميل: قلت لمالك: يا أبا عبد الله! الرجل يكون عالما بالسنن؛ يجادل عنها؟ قال: لا ولكن يخبر بالسنة، فإن قُبلت منه وإلا سكت.
* * *
• قال إسحق بن عيسى:"كان مالك يقول: الراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل".
* * *
• وقال ابن وهب:"سمعت مالكًا يقول: الراء في العلم يُقْسِى القلوب ويورث (٢) الضِّغْنَ".
* * *
• وكان أبو شريح الإسكندارني يوما في مجلسه فكثرت المسائل فقال: قد دَرَنَتُ قلوبكم منذ اليوم؛ فقوموا إلى أبي حميد: خالد بن حميد اصقلوا قلوبكم، وتعلموا هذه الرغائب فإنها تجدد العبادة، وتورث الزهادة، وتحر الصداقة، وأقِلّوا المسائل إلا ما نَزَل، فإنها تُقْسي القلوب، وتُورثُ العَدَاوةَ.
• وقال الميموني:"سمعت أبا عبد الله يعني أحمد - يُسْأَلُ عن مسألة فقال: وقعت هذه المسألة؟ بليتم بها بعد؟ ".
* * *
[[الناس في هذا أقسام]]
وقد انقسم الناس في هذا الباب أقسامًا.
فمن أتباع أهل الحديث من سد باب المسائل حتى قَلَّ فقهه (٣) وعلمه بحدود ما أنزل
(١) سورة الإسراء: ٨٥. (٢) في المطبوعة: "يؤثر" وهو تحريف. (٣) م: "فهمه".