وأما قوله عز وجل:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}(٤) فقد فُسر ذلك بالحسد، وهو تمني الرجل نفس ما أعطي أخوه من أهل ومال، وأن ينتقل ذلك إليه، وفُسر بتمني ما هو ممتنع شرعًا أو قدَرًا كتمني النساء أن يكن رجالا، أو يكون لهن مثل ما للرجال من الفضائل الدينية كالجهاد، والدنيوية كالميراث والعاقل والشهادة ونحو ذلك.
وقيل: إن الآية تشمل ذلك كله.
ومع هذا كله فينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية؛ ولهذا أُمِر أن ينظر في الدين إلى مَن هو فوقه، وأن ينافس في طلب ذلك جهده وطاقته كما قال تعالى:
(١) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه ١/ ٥٥٨، ٥٥٩ من حديث ابن عمر بتقديم وتأخير. والبخاري في فضائل القرآن ح ٥٠٢٥. (٢) في هـ، م: "فيمن". وفي ب: "كما فعل فهما". والحديث في البخاري رقم ٥٠٢٦. (٣) سورة القصص: ٧٩ - ٨٠. (٤) سورة النساء: ٣٢.