"لقد رأيتُ أو أُمِرْتُ أن أتجوَّز في القول؛ فإن الجواز هو خير"(١).
* * *
[[ذرفت منها العيون ووجلت القلوب]]
• وقوله:"ذَرَفتْ منها العيونُ ووَجِلتْ منها القلوب" هذان الوصفان بهما مدَح الله المؤمنين عند سماع الذكر، كما قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}(٢).
• وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتغيّر حاله عند الموعظة كما قال جابر:"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب، وذكر الساعة؛ اشتد غَضبُه، وعَلا صوتُه، واحْمَرَّت عيناه، كأنه مُنذِرُ جَيْشٍ يقول: صبَّحكم ومسَّاكم".
خرّجه مسلم بمعناه (٧).
• وفي الصحيحين عن أنس - رضي اللّه عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلّم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بن يديها أمورًا عظامًا، ثم قال:"مَن أَحبَّ أن يَسْأَلَ عن شيء فلْيَسْأَل عنه؛ فواللّه لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكُم به في مَقَامي هذا". قال أنس: فأكثَر الناسُ البكاءَ وأكثر رسول
(١) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الأدب: باب ما جاء في المتشدق في الكلام ٤/ ٤١٣ والتجوز: اختصار الكلام، والتخفيف على السامعين، وعدم التطويل عليهم. (٢) سورة الأنفال: ٢. (٣) سورة الحج: ٣٤. (٤) سورة الحديد: ١٦. (٥) سورة الزمر: ٢٣. (٦) سورة المائدة: ٨٣. (٧) الحديث عند مسلم في كتاب الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢/ ٥٩٢ قال النووي: ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما، وتحذيره خطبا جسيما.