• وفي الصحيحين (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" أَذنب (٢) عبد ذنبا فقال: رب! إِني عملتُ ذنبا فاغفر لي. فقال الله: " علم عبدي أَن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي! " ثم أَذنب ذنبًا آخرَ إلى أَن قال في الرابعة: " فليعمل ما شاءَ " (٣).
يعني ما دام على هذه الحال كلما أَذنب ذنبا استغفر منه.
[[نفي الإصرار عن المستغفر]]
• وفي الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أَصرّ مَن استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة" (٤).
* * *
[[المغفرة وتكرارها]]
• وخرج الحاكم من حديث عقبة بن عامر: أَن رجلا أَتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أَحدنا يذنب؟ قال: " يُكتَب عليه " قال: ثم يستغفر منه؟ قال: " يُغفر له، ويُتاب عليه " قال: فيعود فيذنب؟ قال: " يُكْتَب عليه " قال: ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال: " يُغفر له ويُتاب عليه، ولا يملُّ الله حتى تملُّوا " (٥).
* * *
[[عفو الله أكبر]]
• وخرج الطبراني بإسناد ضعيف، عن عائشة، رضي الله عنها قالت:
جاءَ حَبيب بن الحارث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إِني رجل مِقْرافٌ للذنوب؟ قال: " فتب إِلى الله عز وجل " قال: أَتوب ثم أَعود. قال: " فكلما أَذنبتَ
(١) قبل هذا في المطبوعة: "وفي الصحيح انفرد مسلم برواية أخرى " وليس هو في شيء من الأصول. (٢) في المطبوعة: " إذا أذنب " وهو مخالف للأصول، ولما في الصحيحين والحديث عن أبي هريرة. (٣) راجع في هذا ما أخرجه البخاري في كتاب التوحيد: باب يريدون أن يبدِّلوا كلام الله ٤٣/ ٤٦٦ ومسلم في كتاب التوبة: باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة ٤/ ٢١١٢ - ٢١١٣، وقد أورد ابن رجب: معنى الحديث واختصارا له من الصحيحين. (٤) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات: باب (١٠٧) ٥/ ٥٥٨ وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نضيرة، وليس إسناده بالقوي. (٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٥٧ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي.