إِذا ما خلوتَ الدهر يوما فلا تقُلْ … خلوتُ ولكن قل عَليّ رقيبُ
ولا تحسَبنّ الله يغفلُ ساعةً … ولا أَن ما يَخْفَى عليه يغيبُ
وكان ابن السماك يُنْشِد:
يا مُدْمِنَ الذَّنب أَما تستحي … والله في الخلوة ثَانِيكَا؟!
غرَّكَ من ربك إِمهالهُ … وسَتْرُه طولَ مساويكَا؟!
[[مقصود الوصية النبوية]]
والمقصود أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وصى معاذا بتقوى الله سرًّا وعلانية، أرشده إِلى ما يعينه على ذلك، وهو أَن يستحيي من الله كما يستحيي من رجل ذي هيبة من قومه.
• ومعنى ذلك: أَن يستشعر دائمًا بقلبه قُربَ الله منه، واطلاعه عليه؛ فيستحي من نظره إليه.
[[امتثال معاذ]]
• وقد امتثل معاذ ما وصاه به النبي - صلى الله عليه وسلم -.
• وكان عمر قد بعثه على عمل فقدم وليس معه شيء، فعاتبته امرأته فقال: كان معي ضاغط، يعني من يضَيّقُ عليّ، ويمنعني من أَخذ شيء.
• وإنما أَراد معاذ ربَّه عز وجل، فظنت امرأته أَن عمر بعث معه رقيبًا فقامت تشكوه إِلى الناس.
* * *
[الترقي بذلك إِلى التقوى]:
• ومن صار له هذا المقام حالا دائمًا أَو غالبا (١) فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأَنهم يرونه، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائرَ الإثم والفواحشَ إلا اللَّمَمَ (٢).