• وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"أفضلُ الأعمال إيمانٌ بالله، ثم جِهَادٌ في سبيلِ الله"(١).
والأحاديث في هَذَا المعنىَ كثيرة جدًّا.
* * *
[[ملاك ذلك كله]]
• وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أُخْبِرُكَ بِملاك ذلكَ كلِّه فأخذ بلسانه فقال: كُفَّ عليكَ هَذَا" إلى آخر الحديث.
هَذَا يدل على أنا كفَّ اللسَانِ وضبطه وحَبْسَه هو أصلُ الخير كلّه، وأنَّ مَنْ ملَكَ لسانَه فَقد ملك أمْرَه، وأحكَمَه، وضَبطَه.
• وقَدْ سَبَقَ الكلامُ على هذا المعنَى في شَرْح حديث:"مَنْ كَانَ يؤمنُ باللهِ واليوم الآخر فليقل خيرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"(٢).
وفي شرح حَدِيث:"قل آمنت باللهِ ثم استقمْ"(٣):
* * *
• وخرَّج البزارُ في مسنده مِنْ حديث أبي اليُسر أن رجلًا قال: يا رسولَ الله! دُلَّني عل عمل لِدخلني الجنة قال: "أمسك هَذا" وأشَار إلى لسَانه، فأعادَهَا عليه، فقال ثَكَلتْكَ أمُّك، هَلْ يكبُّ الناسَ على مناخرِهم في النار إلا حصائدُ ألسِنَتِهِمْ.
= فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعًا أو تصنع لأخرق" قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: "تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك". (١) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أعطى أهل التوراة التوراة فعملوا بها وأعطى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به وأعطيتم القرآن فعملتم به ١٣/ ٤٣٥ - ٤٣٦. ومسلم في كتاب الإيمان: باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال ولفظه عند مسلم عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله" قال: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قال: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" ١/ ٨٨ .. (٢) وهو الحديث الخامس عشر وقد مضى ص ٣٦١ وما بعدها. (٣) في شرح الحديث الحادي والعشرون ص ٦٠٣.