وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة رفع يديه في الدعاء أنواع متعددة، فمنها أنه كان يشير بإصبعه السبابة فقط، وروي عنه أنه كان يفعل ذلك على المنبر (١)، وفعله لما ركب راحلته (٢).
* * *
[[دعاء القنوت في الصلاة]]
وذهب جماعة من العلماء إلى أن دعاء القنوت في الصلاة يشير فيه بإصبعه منهم الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وإسحق بن راهويه.
* * *
وقال ابن عباس وغيره: هذا هو الإخلاص في الدعاء (٣).
* * *
وقال ابن سيرين: إذا أثنيت على الله فأشر بإصبع واحدة.
* * *
[[من صور رفع اليدين في الصلاة]]
• ومنها أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه وجعل ظهورهما إلى جهة القبلة وهو مستقبلها، وجعل بطونهما مما يلي وجهه.
وقد رويت هذه الصفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستسقاء.
(١) كما روى ذلك مسلم في صحيحه: الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢/ ٥٩٥. وأبو داود في السنن: كتاب الصلاة: باب رفع اليدين على المنبر ١/ ٦٦٢. والنسائي في السنن: كتاب الجمعة: باب الإشارة في الخطبة ٣/ ١٠٨ ح ١٤١٢. والترمذي في السنن: أبواب الصلاة: باب ما جاء في كراهية رفع الأيدي على المنبر ٢/ ٣٩١ - ٣٩٢ بإسناد حسن صحيح. والدارمي في السنن: كتاب الصلاة: باب كيف يشير الإمام في الخطبة ١/ ٤٤١ من وجهين وكلهم من حديث عُمارة بن رويبة وبشر بن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين القصيرتين: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يزيد على أن يقول هكذا وأشار هُشَيْم بالسبابة. لفظ الترمذي. (٢) كما في صحيح مسلم ٢/ ٨٩٠ من حديث جابر في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٣) في كنز العمال ٢/ ٧٢ عن عكرمة قال: قال ابن عباس: الابتهال هكذا وبسط يديه وظهورها إلى وجهه، والدعاء هكذا ووضع يديه تحت لحييه، والإخلاص هكذا يشير بإصبعه. وقد عزاه لعبد الرزاق في المصنف.