وهذا محمول على الإسلام الكامل الحسن؛ جمعًا بينه وبين حديث ابن مسعود الذي قبله.
• وفي صحيح مسلم (١) أيضًا عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله! أرأيتَ أمورًا كنتُ أصنعها في الجاهلية، من صدقة، أو عتاقة، أو صلة رحم، أفيها أجرٌ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَسلمتَ على ما أسلفتَ من خير".
وفي رواية له قال: فقلت: والله لا أدع شيئًا صنعتُه في الجاهلية إلا صنعتُ في الإسلام مثله.
* * *
[[حسنات الكافر إذا أسلم يثاب عليها]]
وهذا يدل على أن حسنات الكافر - إذا أسلم - يثاب عليها؛ كما دل عليه حديث أبي سعيد المتقدم (٢).
* * *
[[وسيئاته تبدل حسنات].]
وقد قيل: إن سيآته في الشرك تبدل حسنات، ويثاب عليها؛ أخذًا من قوله تعالى:
وقد اختلف المفسرون في هذا التبديل على قولين، فمنهم من قال: هو في الدنيا بمعنى: أن الله يبدل من أسلم، وتاب إليه بدل ما كان عليه من الكفر والمعَاصي: الإيمان والأعمالَ الصالحة، وحَكى هذا القولَ إبراهيمُ الحربي في غريب الحديث، عن أكثر المفسرين، وسمى منهم ابن عباس، وعطاء، وقتادة، والسُّدِّي، وعكرمة.
قلت: وهو المشهور عن الحسن رضي الله عنه.
(١) في كتاب الإيمان: باب حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده ١/ ١١٣ - ١١٤. (٢) ص ٣١٧. (٣) سورة الفرقان: ٦٨ - ٧٠.