• واختلفت ألفاظ روايات هذا الحديث في ترتيب (١) الكتابة والنفخ؛ ففي رواية البخاري في صحيحه: ويُبعَثُ إليه الملَكُ فَيُؤمَرُ بأربع كلماتٍ ثم يُنفَخ فيه الروح (٢). ففي هذه الرواية تصريح بتأخير نفخ الروح عن الكتابة.
* * *
• وفي رواية خرجها البيهقي في كتاب القدر: ثُم يُبْعثُ الملَكُ فينفخ فيه الروح ثم يؤمر بأربع كلمات (٣).
وهذه الرواية تصرح بتقديم النفخ على الكتابة: فإما أن يكون هذا من تصرف الرواة برواياتهم بالمعنى الذي يفهمونه، وإما أن يكون المراد ترتيب الأخبار فقط لا ترتيب ما أخبر به.
* * *
[[متى تنفخ الروح؟]]
وبكل حال فحديث ابن مسعود رضي الله عنه يدل على تَأَخُّر نفخ الروح في الجنين، وكتابة الملَك لأمره إلى بعد أربعة أشهر حتى تتم الأربعون الثالثة.
* * *
[ما روي عن الصحابة في نفخ الروح وكتابة الملَك]:
• فأما نفخ الروح فقد روُي صريحا عن الصحابة رضي الله عنهم أنه إنما يُنْفخ فيه الروح بعد أربعة أشهر، كما دل عليه ظاهر حديث ابن مسعود.
* * *
[[ما روي في ذلك عن علي]]
• فروى زيد بن علي عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: إذا تمت النطفة أربعة أشهر بُعِثَ إليها ملَكٌ فينفُخ فيها الروح في الظلمات، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ
(١) ليست في ب. (٢) كما في صحيح البخاري أول كتاب القدر ١١/ ٤٧٧. (٣) كما في السنن الكبرى للبيهقي ٧/ ٤٢١ و ١٠/ ٢٦٦.