• وقال تعالى: حاكيًا عن مؤمن آل فرعون؛ أنه قال لقومه: {يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨)} يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩)} (٥).
• وقد ذم الله عز وجل من كان يريد الدنيا بعمله وسعيه ونيته وقد سبق ذكر ذلك في الكلام على حديث الأعمال بالنيات (٦).
[[الأحاديث في ذم الدنيا]]
والأحاديث في ذم الدنيا وحقارتها عند الله عز وجل كثيرة جدًّا، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق والناس كنَفَتَيْهِ (٧) فمر بجدي أَسَكَّ (٨)، ميِّتٍ، فتناوله فأخذ بأذُنِهِ فقال:"أيُّكم يُحِبُّ أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نُحِبُّ أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال:"أتحبون أنه لكم؟ " قالوا: والله لو كان حيًّا كان عَيْبًا فيه (٩)، لأنه أسَكُّ، فكيف وهو ميت؟ فقال:"فوالله! للدنيا أهون على الله من هذا عليكم"(١٠).
(١) سورة الأنفال: ٦٧. (٢) سورة القصص: ٧٩ - ٨٣. (٣) سورة الرعد: ٢٦. (٤) سورة النساء: ٧٧. (٥) سورة غافر: ٣٨ - ٣٩. (٦) وهو الحديث الأول في الكتاب. (٧) روى "كنفته" بمعنى جانبه ويروى كَنَفَتيه بمعنى جانبيه، وفي ل: "كنفيه" وهي ليست في إحدى روايات مسلم التي أشرنا عن النووي إلى وجهيها وانظر شرح النووي على مسلم ٨/ ٤٢٥. (٨) الأسك: صغير الأذنين. (٩) م: "لما رغبنا" وما أثبتنا عن ا، ب هو الموافق لما في مسلم. (١٠) صحيح مسلم: ٥٣ - كتاب الزهد والرقائق ٤/ ٢٧٢ ح ١ - (٢٩٥٦) من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن سليمان بن بلال، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق داخلًا من بعض العالية والناس كنفته … الحديث فذكره بنص ما أورده ابن رجب.