وقد قال البيهقي في بعض أحاديث كثير بن عبد الله المزني: إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف؛ قَوِيتا (١).
• وقال الشافعي في المرسل: إنه إذا أسند من وجه آخر أو أرسله من يأخذ العلم عن غير من يأخذ عنه المرسل الأول؛ فإنه يُقْبل (٢) وقال الجوزجاني: إذا كان الحديث المسند من رجل غير مُقْنِعٍ: يعني لا يُقنع برواياته، وشدّ أركانَهُ المراسيلُ بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار: استُعْمِل، واكتُفيَ له.
وهذا إذا لم يعارض بالمسند الذي هو أقوى منه.
• وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث وقال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
• وقال أبو عمر بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه، ومجموعها يقوي الحديث، ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به.
• وقول أبي داود: إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يُشعر بكونه غير ضعيف. والله أعلم.
وفي المعنى أيضًا حديث أبى صِرْمة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"من ضارَّ ضارَّ اللهُ بهِ، ومن شاقَّ شَقّ الله عليه"(٣).
خرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه (٤) وقال الترمذي: حَسَنٌ غريب.
• وخرج الترمذي بإسناد فيه ضعف، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي
(١) م: "قوتها" د: "قويت". (٢) راجع الرسالة للشافعي ص ٤٦١ وما بعدها. (٣) على ما مضى في شرح الحديث الأول. (٤) أخرجه أبو داود في السنن: ١٨ - كتاب الأقضية: ٣١ - أبواب من القضاء ٤/ ٤٩ - ٥٠ من رواية قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة (مولاة للأنصار) عن أبي صِرمة قال أبو داود: قال غير قتيبة في هذا الحديث: عن أبي صرمة صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من ضار أضر الله به، ومن شاق شاق الله عليه". والترمذي في: ٢٨ - كتاب البر: الصلة: ٢٧ - باب ما جاء في الخيانة والغش من طريق قتيبة - به - بنحوه وعنده: "ضار الله به" وعقب عليه لقوله: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه ابن ماجه في: ١٣ - كتاب الأحكام: ١٧ - باب من بنى في حقه ما يضر بجاره ٢/ ٧٨٤ - ٧٨٥ من رواية محمد بن رمح، عن الليث - به - وعنده: "شق الله عليه".