• وقال عمرو بن قيس:"ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثلَ الصَّيرَفِيّ الذي ينتقد الدراهم؛ فإن الدراهم فيها الزائف (١) والبهرج (٢) وكذلك الحديث".
* * *
• وقال الأوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا، كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة. فما عرفوا أخَذْنَا، وما أنكروا تَرَكْنَا.
* * *
• وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: إنك تقول للشيء هذا صحيح، وهذا لم يثبت، فعمَّن ققول ذلك؟ فقال: أرأيت لو أتيتَ الناقدَ فأَريتَه دراهمك فقال: هذا جيد وهذا بهرج أكنت تسأله عمّن ذلك أو تسلّم الأمر إليه؟ قال: لا، بل كنتُ أسلّم الأمر إليه، فقال: فهذا كذلك؛ لطول المجالَسَةِ والمناظرة والخُبْرِ به.
• وقد رُوي نحو هذا المعنى عن الإمام أحمد أيضًا، وأنه قيل له: يا أبا عبد الله! تقول: "هذا الحديث منكَر" فكيف علمتَ ولم تكتب الحديث كله؟ قال:"مَثَلُنا كَمَثَلِ ناقد العَيْنِ"(٣). لم تقع بيده العين كلها فإذا وقع بيده الدينارُ يعلم أنّهُ جيّد، وأنه رديء".
* * *
• وقال ابن مهدي: "معرفة الحديث إلهام".
وقال: "إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة".
* * *
• وقال أبو حاتم الرازي: "مَثَل معرفة الحديث كمَثَل فَصٍّ ثمنه مائة دينار، وآخر مثله على لونه ثمُنُه عشرة دراهم، قال: وكما لا يتهيأ للناقد أن يُخبِر بسبب نقده فكذلك نحن رُزقنا علمًا لا يتهيأ لنا أن نخبر كيف عَلِمْنا بأن هذا حديثٌ كذِبٌ، وأن هذا حديث منكَرٌ إلا بما نعرفه".
• قال: "وتُعرَف جودةَ الدينار بالقياس إلى غيره، فإن تخلّف عنه في الحمرة