• وقد كان السلف الصالح يجتهدون في الأعمال الصالحة، حذرًا من لَوْمِ النفس عند انقطاع الأعمال على التقصير.
* * *
• وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا:
" ما من ميت يموتُ إلا ندم؛ إن كان محسنًا ندم أن (٥) لا يكون ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون استعتب "(٦).
وقيل لمسروق:" لو قصرت عن بعض ما تَصْنعَ من الاجتهاد "؟ فقال:" واللّه! لو أتاني آتٍ فأخبرني أن لا يعذبني لاجتِهدتُ في العبادة " قيل: كيف ذاك؟ قال:" حتى تعذرني نفسي إن دخلتُ النار أن لا ألومَها؟! أما بلغك في قول اللّه تعالى:{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}(٧) إنما لاموا أنفسهم حين صاروا إلى جهنم فاعتنقتهم الزبانية، وحيل بينهم وبين ما يشتهون، وانقطعت عنهم الأماني، ورُفعتْ عنهم الرحمة، وأقبل كلّ امرئ منهم يلوم نفسه ".
* * *
(١) سورة الزمر: ٧٤. (٢) سورة فاطر: ٣٤، ٣٥. (٣) سورة إبراهيم: ٢٢. (٤) سورة غافر: ١٥. (٥) س: على أن لا. (٦) أخرجه الترمذي في كتاب الزهد: باب (٥٨) من طريق يحيى بن عبيد اللّه، وفي آخره: " وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون نزع " ثم قال أبو عيسى: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه ويحيى بن عبيد اللّه قد تكلم فيه شعبة. (٧) سورة القيامة: ٢.