ويستحب للمرء أن يسم الله عند أكله وشربه، وأن يحمد الله عند فراغه (١) لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع يده في الطعام قال:"بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا"(٢)، وقال لعمر بن أبي سلمة:"سم الله وكل مما يليك"(٣) وروى أبو أمامة (٤) أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من الطعام قال:"الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه"(٥)، وروى أبو سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين"(٦).
[فصل [٣٥ - في آداب الأكل الأخرى]]
وينبغي له أن يتناول اللقمة بيمينه لما بيناه، ولا يأكل إلا مما يليه إذا كان الطعام نوعًا واحدًا (٧) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وكل مما يليك"(٨)، ولأن في تعديه
(١) انظر الموطأ: ٢/ ٩٢٧، التفريع: ٢/ ٣٤٩، الرسالة: ٢٧٥، الكافي: ٦١٣. (٢) أخرجه أبو داود في الأطعمة باب التسمية على الطعام: ٤/ ١٣٩، الترمذي في الأطعمة باب ما جاء في التسمية على الطعام: ٤/ ٢٥٣، وقال حديث حسن صحيح. (٣) أخرجه البخاري في الأطعمة باب الأكل مما يليه: ٦/ ١٩٦، ومسلم في الأشربة باب آداب الطعام: ٣/ ١٥٩٩. (٤) أبو أمامة: البلوي حليف بني حارثة اسمه إياس وقيل عبد الله بن ثعلبه، وقيل ثعلبه بن عبد الله أو ابن سهيل، صحابي (تقريب التهذيب: ٦١٩). (٥) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ما يقول إذا فرغ من طعامه: ٦/ ٢١٤. (٦) أخرجه أبو داود في الأطعمة باب ما يقول الرجل إذا طعم: ٤/ ١٨٧، والترمذي في الدعوات باب ما يقول إذا فرغ من الطعام: ٥/ ٤٧٣، وقال هذا حديث حسن صحيح. (٧) انظر الموطأ: ٢/ ٩٢٧، التفريع: ٢/ ٣٤٩ - ٣٥٠، الرسالة: ٢٧٤، الكافي: ٦١٣. (٨) سبق تخريج الحديث قريبًا.