مسبوقاً بالثناء والذكر فيه كمال الاعتراف بجلال الله وكمال الخضوع له سبحانه فذلك أحرى أن يُستجاب لذلك العبد وتُقبل مسألته، ويُتقبّل منه عمله (١).
و أهل الذكر هم أهل السبق إلى أعالي الجنان قال النبي ﷺ:(سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَات)(٢). ومعنى المفردون: هُوَ من تَفْرِيدُ النَّفْسِ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ وألا يُنسى الله تعالى على كل حال (٣).
ومعنى السبق في قوله (سبق) أي سبقوا إلى مرضاة المولى، وإلى الدرجات العُلى (٤).
ومما يدل على عظمة الذكر ورفعة شأنه عند الله أنه يقترن بالأعمال الصالحة فالصلاة مقرونة بالذكر من تسبيح وتحميد وثناء على الله وتلاوة للقرآن الكريم وكذا الحج والعمرة وكثير من العبادات
(١) ينظر شرح المشكاة للطيبي (٥/ ١٧١٣)، وفتح الباري لابن حجر (١١/ ١٤١). (٢) أخرجه مسلم في صحيحه (٦/ ٢٠٦٢/ ح ٢٦٧٦). (٣) ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٤/ ١٥٤٠ - ١٥٤١). (٤) ينظر دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (٧/ ٢٣٤). (٥) مدارج السالكين (٢/ ٣٩٦).