للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونداء الغرض منه التعجب: ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ

يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [يس: ٣٠] (١).

أما الإنشاء غير الطلبي: فهو ما لا يستدعي مطلوباً، وله صيغ كثيرة؛ منها القَسَم، وأفعال المدح والذم، والترجي، ومن ذلك ألفاظ العقود كقول: بعت، واشتريت، ومنها: رب، وكم الخبرية لدلالتهما على إنشاء التقليل أو التكثير (٢):

فمن القَسَم ما يحذّر الله به عباده من عدم القبول، عند ولايتهم للشيطان الخذول كقوله تعالى: ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النحل: ٦٣]. يقسم الله تعالى بنفسه ﷿ لنبيه محمد : والله يا محمد لقد أرسلنا رسلاً من قبلك إلى أممها بمثل ما أرسلناك إلى أمتك من الدعاء إلى إخلاص العبادة، وخلع الأنداد والآلهة فحسَّن لهم الشيطان ما كانوا عليه من الكفر بالله وعبادة الأوثان، حتى كذّبوا رسلهم، وردّوا ما جاءوهم به من عند ربهم، فكان الشيطان ناصرهم ووليّ أمثالهم في الدنيا، فأطاعوه واتبعوه وتولوه،


(١) ينظر البرهان في علوم القرآن (٢/ ٣٣٨).
(٢) ينظر مصطلحات في كتب العقائد ص: ١٦٤.

<<  <   >  >>