للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطباع. فيصور حال الذين طُردوا وكيف أنهم في انحدار وسفول، وأنهم لم يجدوا عند الله حُظوة ولا قبول، وذهب كل ما جمعوا فوقفوا بائرين حاسرين. ومنهم ذاك الذي غرر به الشيطان فتشبث بالدنيا عن الدين، وحوّلته الأهواء والشهوات إلى حال الظالمين الخاسرين.

قال جل في علاه ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا

صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١١٧]. أي: مثل ما ينفقون ولو كان في ظاهره الخير فلا يُقبل منهم، كمثل زرعٍ نبَتَ وتهيأ للحصاد، فأصابته ريحٌ شديدة البرد، فأهلكت ذلك الزرع وأيبسته، وذهبت بالثمر فأفسدته. وكذلك هم أنفقوا فأهلكهم شِرْكهم، وأذهب ثواب أعمالهم هباء (١).

ومن الأمثال قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ [إبراهيم: ٢٦] مثل للترهيب من كلام الكفر والنفاق وسائر خبيث القول والعمل ومن معاني هذه الآية ما رُوي عن ابن عباس أنه قال هيَ الكافر لأنه لا يقبل عمله فليس له أصل ثابت ولا يصعد إلى السماء، فالكافر لا خير فيه ولا يصعد


(١) ينظر تفسير الطبري (٧/ ١٣٥)، وتفسير القرآن الكريم لابن القيم (١/ ٢١٨).

<<  <   >  >>