والصبر يوجب العمل والمجاهدة ولا يقتصر على الشدائد والمصائب والأقدار فالصبر يكون كذلك على الثبات على الطاعة أمام الملهيات، والصبر عن المعصية أمام المغريات.
كما أن من الصبر درء السيئة بالحسنة والدرء هو الدفع وذلك يستلزم درء صاحب السيئة عن سيئته بحسن الخلق، ودرء النفس عن اتباع الهوى في حب الانتقام والانتصار لها ومراعاة حظوظها بتغليب محاب الله عليها قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [القصص: ٥٤]
ويخبر القرآن الكريم وكذلك السنة المطهرة عن كثير من الناس ابتلي بالنعماء فلم يصبر كقارون الذي جحد المنعم، وقصة الثلاثة نفر المشهورة في السنة حيث افتتن الأقرع والأبرص وثبت الأعمى (٢)، وبلعام بن باعوراء عالم من علماء بني إسرائيل الذي قال الله تعالى في شأنه:
(١) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ٢٦٤). (٢) ينظر الحديث في صحيح مسلم، (٤/ ٢٢٧٥/ ح ٢٩٦٤).