وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة: ١٠] والتخويف بالعذاب الأليم كذلك يستلزم عدم القبول في كثير من الآيات الدالة على الكفر والنفاق، وأما بخصوص عصاة الموحدين فتدلّ على تأخير القبول واستحقاق العذاب المسبق أو يوكَل إلى مشيئة الله وسعة عفوه كما في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٩٤]. فمن قتل الصيد متعمداً عالماً بحرمته على المحرِم، فذلك يوكَل إلى نقمة الله (١). ومثل ذلك قوله ﷺ:(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَ مِرَارًا، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:(الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)(٢)
(١) ينظر تفسير الطبري (١٠/ ٩). وقد أفتى بعض الفقهاء بأن قتل المحرِم للصيد عمداً من الكبائر لما فيه من وعيد في قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٩٤] وقوله: ﴿وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ [المائدة: ٩٥] ينظر الزواجر عن اقتراف الكبائر لأحمد أبوالعباس (١/ ٣٣٢). (٢) أخرجه مسلم في صحيحه، (١/ ١٠٢/ ح ١٠٦).