ومعنى اللبس في ﴿يَلْبِسُوا﴾ هو الخلط و الممازجة (١) والظلم المقصود هو الشرك مع الله وهو الشرك الاعتقادي، لا ظلم النفس بالمعاصي (٢) قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣] وهذه بلا شك أهم سمات المقبولين، وهؤلاء هم أهل الاصطفاء والقبول العام وهم الطوائف الثلاثة الذين قال الله تعالى فيهم (٣): ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
فالخلوص من الشرك قيامٌ بحق الله تعالى وتوحيدٌ له الذي لا يقبل الله معه العمل ولا العبد كائناً ما كان. ويدخل في هذا الشرك اليوم التوجه إلى غير الله في طلب كشف الكربات وقضاء الحاجات، وتعليق التمائم وغير ذلك، لأنه توجهٌ بالعبادة إلى غير المعبود الحقّ مما يعدّ سالباً للأمن، المقصود في الآية رافعاً للهداية (٤).
كما يدخل في الشرك بالله بعض البدع التي تصاحب الاحتفال بمولد الرسول ﷺ وما يكون فيه
(١) ينظر المفردات في غريب القرآن ص: ٧٣٥، (١/ ٤٦٤). (٢) ينظر تفسير ابن أبي حاتم (٤/ ١٣٣٣)، وتفسير السمر قندي (١/ ٤٦٤). (٣) ينظر الإيمان لابن تيمية ص: ٦٨. (٤) ينظر تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبد الوهاب ص: ٤٩.