وهو الغلام الحَليمُ بالرغم من أنه نشأ في بيئة صحراوية، والصحراء يغلب على أهلها الجفاء وشدة الطبع إلا أنها أخلاق وسماحة النبوة التي فُطِر عليها هذا النبي الكريم قال تعالى ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: ١٠١](١).
فكان عند الله في درجات القبول مرضياً: ﴿وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: ٥٥] وفيها الثناء و المدح من ربه فعمله محمود في كل طاعة، وجاء في أدائها بما يرضي ربه ﷿، راضٍ بقدره وقضائه فأرضاه واختاره الله فكان رَسُولاً نبيا: ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ [مريم: ٥٤].
* * * *
(١) من المفسرين من ذهب إلى أن الذبيح والغلام الحليم هو إسحاق، والأظهر أنه اسماعيل ﵇ لدلالة السياق عليه ينظر تفسير ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٢٢٠)، وتفسير السمر قندي (٣/ ١٤٧)، وغرائب التفسير وعجائب التأويل (٢/ ٩٨١)، وتفسير ابن كثير (٧/ ٢٧).