وبالجملة فإن كل سيئة إنما هي محبطةٌ لحسنة إلا أن يعفوَ الله عن صاحبها أو يستغفر ويتوب فتمحى عنه قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٥] وكما أن الحسنات يذهبن السيئات كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤] فإن كل سيئة مذهبة
(١) هو أبو عبد الله ثوبان بْن بجدد وقيل: ابن جحدر، من حمير من اليمن، وقيل هو من السراة، موضع بين مكة واليمن، أصابه النبي ﵊ سباء فاشتراه فأعتقه، وقال له: «إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم، وَإِنْ شئت أن تكون منا أهل البيت» فثبت على ولاء رسول الله ﷺ ولم يزل معه سفرًا وحضرًا وروى عَنِ النَّبِيّ ﷺ أحاديث ذوات عدد، وشهد فتح مصر، توفي بحمص سنة أربع وخمسين. ينظر أسد الغابة (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦). (٢) أخرجه ابن ماجة في السنن (٢/ ١٤١٨/ ح ٤٢٤٥)، والطبراني في مسند الشاميين، (١/ ٣٩٣/ ح ٦٨٠)، وقال الألباني: "صحيح" في صحيح ابن ماجة.