للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ﷿ هَبَاءً مَنْثُورًا)، قَالَ ثَوْبَانُ (١): يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) (٢).

وبالجملة فإن كل سيئة إنما هي محبطةٌ لحسنة إلا أن يعفوَ الله عن صاحبها أو يستغفر ويتوب فتمحى عنه قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٥] وكما أن الحسنات يذهبن السيئات كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤] فإن كل سيئة مذهبة


(١) هو أبو عبد الله ثوبان بْن بجدد وقيل: ابن جحدر، من حمير من اليمن، وقيل هو من السراة، موضع بين مكة واليمن، أصابه النبي سباء فاشتراه فأعتقه، وقال له: «إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم، وَإِنْ شئت أن تكون منا أهل البيت» فثبت على ولاء رسول الله ولم يزل معه سفرًا وحضرًا وروى عَنِ النَّبِيّ أحاديث ذوات عدد، وشهد فتح مصر، توفي بحمص سنة أربع وخمسين. ينظر أسد الغابة (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦).
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن (٢/ ١٤١٨/ ح ٤٢٤٥)، والطبراني في مسند الشاميين، (١/ ٣٩٣/ ح ٦٨٠)، وقال الألباني: "صحيح" في صحيح ابن ماجة.

<<  <   >  >>