"ثم من بعد كتاب الله سنة النبي-ﷺ-والحديث عنه، وعن المهديين أصحاب النبي-ﷺ والتابعين من بعدهم] (١)، والتصديق بما جاءت به الرسل، واتباع [السنة نجاة (٢)] وهي التي نقلها أهل العلم كابرًا عن كابر".
بعد بين المصنف المصدر الأول من مصادر التشريع الذي هو القرآن الكريم ذكر هنا المصدر الثاني من مصادر التشريع ألا وهو سنة النبي ﷺ، فلم يمت النبي ﷺ إلا وقد علم الأمة كل ما تحتاج إليه من أمر دينها، فقد بين ووضح حتى أنه في حجة الوداع أشهد الناس فقال:«اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ»(٣)، فقالوا: بلى، فكان النبي ﷺ يرفع أصبعه السبابة إلى السماء فيقول: اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثاً» فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فيقول: وقال ﷺ: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»(٤)،
(١) ما بين معكوفتين موجودة في كتاب مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (٢٢٥). (٢) مابين المعكوفتين مأخوذ من ومختصر الحجة على تارك المحجة (٢/ ٣٦٩) وفي الطبقات (سنة النجاة). (٣) انظر صحيح البخاري كِتَابُ المَغَازِي، بَابُ حَجَّةِ الوَدَاعِ، برقم (٤٤٠٦)، ومسلم كِتَابُ الْقَسَامَةِ وَالْمُحَارِبِينَ وَالْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ، بَابُ تَغْلِيظِ تَحْرِيمِ الدِّمَاءِ وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَمْوَالِ (١٦٧٩)، والإمام أحمد في المسند أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ (٢٠٣٨٦)، والدارمي (١٩٥٧). (٤) تقدم تخريجه، انظر صفحة رقم (٧).