للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدكم المسجد والخطيب على المنبر فلا يجلس حتى يصلي ركعتين﴾. فإذا كان قد أمر بالتحية في هذا الوقت، وهو وقت نهي.

فكذلك الوقت الآخر بطريق الأولى، ولم يختلف قول أحمد في هذا لمجيء السنة الصحيحة به، بخلاف أبي حنيفة ومالك فإن مذهبهما في الموضعين النهي، فإنه لم تبلغهما هذه السنة الصحيحة، والله أعلم" (١).

وقال ابن تيمية: "وحاجة المسلمين العامة إلى تحية المسجد أعظم منها إلى ركعتي الطواف فإنه يمكن تأخير الطواف بخلاف تحية المسجد فإنها لا تمكن؛ ثم الرجل إذا دخل وقت نهى إن جلس ولم يصل كان مخالفا لأمر النبي مفوتا هذه المصلحة إن لم يكن آثما بالمعصية وإن بقى قائما أو امتنع من دخول المسجد فهذا شر عظيم ومن الناس من يصلى سنة الفجر في بيته ثم يأتي إلى المسجد فالذين يكرهون التحية منهم من يقف على باب المسجد حتى يقيم فيدخل يصلى معهم ويحرم نفسه دخول بيت الله في ذلك الوقت الشريف وذكر الله فيه ومنهم من يدخل ويجلس ولا يصلى فيخالف الأمر وهذا ونحوه مما يبين قطعا أن المسلمين مأمورون بالتحية في كل وقت وما زال المسلمون يدخلون المسجد طرفي النهار ولو كانوا منهيين عن تحية المسجد حينئذ لكان هذا مما يظهر نهى الرسول عنه فكيف وهو قد أمرهم إذا دخل أحدهم المسجد والخطيب على المنبر فلا يجلس حتى يصلى ركعتين أليس في أمرهم بها في هذا الوقت تنبيها على غيره من الأوقات. (٢) "


(١) الفتاوى الكبرى (٢/ ٢٦٥ - ٢٦٧).
(٢) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه (٢٣/ ١٩٦).

<<  <   >  >>