عن أبي حُمَيدٍ السَّاعديِّ، قال: سَمِعتُه يحَدِّثُ قال: «كان النبيُّ ﷺ إذا قام من السَّجدَتينِ كبَّرَ، ورفَعَ يَدَيه حتى يحاذِيَ بهما مَنكِبَيه، كما صنعَ حين افتتَحَ الصَّلاةَ»(٤).
لا يُشرَعُ رفعُ اليدينِ في غيرِ المواضعِ المذكورةِ (٥).
(١) قال ابنُ مفلح: (ثم ينهضُ في ثلاثية أو رُباعية مكبِّرًا (و) «وفاقا للأئمة الثلاثة»، لا بعدَ قيامه (م) «خلافا لمالك»، ولا يرفع يديه (و) «وفاقا للأئمة الثلاثة»، وعنه بلى. اختاره صاحب المحرر، وحفيدُه، وشيخُنا، وهي أظهر) «الفروع» (٢/ ٢١١ (. (٢) قال المرداويُّ: (وعنه يرفعهما، اختاره المجدُ، والشيخ تقي الدِّين، وصاحب الفائق، وابن عبدوس في تذكرته، قال في الفروع: وهو أظهر، قلت: وهو الصَّواب؛ فإنه قد صحَّ عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان يرفع يديه إذا قام من التشهُّد الأول؛ رواه البخاري وغيره، وهو من المفردات) «الإنصاف» (٢/ ٦٤). (٣) قال النَّووي في استحباب الرفْع إذا قام من التشهُّد الأول: (ممن قال به من أصحابنا: ابن المنذر، وأبو علي الطبري، وأبو بكر البيهقي، وصاحب التهذيب فيه وفي شرح السنَّة، وغيرهم، وهو مذهب البخاريِّ وغيره من المحدِّثين) «المجموع) (٣/ ٤٤٧). ويُنظر: «صحيح البخاري» (١/ ١٤٨) باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين قبل حديث (٧٣٩)، «الأوسط» لابن المنذر (٢/ ٣٠٧، ٣٦٩)، «السنن الكبرى» للبيهقي (٢/ ١٩٦). (٤) رواه أبو داود (٧٣٠)، والترمذي (٣٠٤)، والنسائي (١١٨١) واللفظ له، وابن ماجه (٨٦٢) قال الترمذي (٣٠٤): حسن صحيح، وصححه البيهقي في «السنن الصغرى» (١/ ١٦٠)، وابن العربي في «عارضة الأحوذي» (١/ ٣٣٩)، وابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٤٥٣)، وابن القيم في «تهذيب السنن» (٢/ ٤١٦)، والألباني في «صحيح الترمذي» (٣٠٤) (٥) قال ابن عُثَيمين: (المواضع الأربعة: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول؛ فهذه المواضع صح بها الحديث عن رسول الله ﷺ من حديث ابن عمر ﵄: أن النبيَّ ﷺ: "كان يرفع يديه إذا كبَّر للصلاة، وإذا كبَّر للركوع، وإذا قال: سمِع الله لمن حمده، وإذا قام من التشهُّد الأوَّلِ، قال: وكان لا يفعل ذلك في السُّجود"، فهذه المواضع صحَّ بها الحديثُ عن رسول الله ﷺ، أمَّا ما عداها فلم يثْبُت عن النبيِّ ﷺ أنَّه كان يرفَعُ يديه، لا إذا سجد، ولا إذا قام من السجود، وعلى هذا فلا يُسَنُّ للإنسانِ أن يرفع يديه إذا سجد، ولا إذا قام من السُّجود) «مجموع فتاوى ورسائل العُثَيمين» (١٣/ ٧٠).