والقيام به والذبِّ عنه، وناهيك بها منزلة شريفة ومنقبة عظيمة
ولهذه النصوص وغيرها كانت قلوب أهل السنة نقية تجاه حَمَلة ميراث النبوة من العلماء الصَّادقين والدُّعاة المخلصين والمقتفين للآثار النبي الأمين ﷺ؛ لأن النبي ﷺ قال:«العلماء ورثة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يُورثوا دينارًا ولا درهمًا، وَرَّثوا العلم؛ فمَن أَخَذَه أَخَذَ بحظٍّ وافرٍ»(١).
وقد عرف عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى حرصه على نشر السنة والحث على التمسك بها، وهذا الحرص توارثه أتباعه من بعده وفي هذا يقول ابن تيمية-﵀:"وأهل البدع في غير الحنبلية أكثر منهم في الحنبلية بوجوه كثيرة، لأن نصوص أحمد في تفاصيل السنة ونفى البدع أكثر من غيره بكثير"(٢).
وهذه المقدمة من كلام الإمام أحمد وردت كذلك في كتابه الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"ولهذا قال الإمام أحمد في أول ما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، مما كتبه في حبسه قال في أوله: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلي الهدى ويبصرون
(١) أخرجه أبو داود (٣٦٤١) والترمذي (٢٦٨٢)، وحسنه الألباني في «المشكاة» (٢١٢). (٢) مجموع الفتاوى ٢٠/ ١٨٦.