(١) قوله «وَلا يَجُوْزُ الكَلامُ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، إِلاَّ لِلإِمَامِ أَوْ مَنْ كَلَّمَهُ» أي يحرم الكلام إذا كان الإمام يخطب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ»(١)، لكن يستثنى من ذلك الإمام؛ لحديث سليك الغطفاني المتقدم، وقوله «أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ»(٢)، وكذلك الرجل الذي جاء والرسول - صلى الله عليه وسلم - يخطب فطلب منه أن يستسقي للمسلمين.
لكن من كان لا يسمع الخطبة لبعده، هل يجوز له الكلام؟ اختلف الفقهاء في ذلك؛ فالحنفية (٣) والمالكية (٤) قالوا: لا يجوز، وقال الشافعية (٥)، والحنابلة (٦) بجواز الكلام حال الخطبة لمن لم يسمعها.
والصواب منع الكلام مطلقًا؛ لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ» فلم يشترط السماع وعدمه، ثم لو تكلم هذا وهذا لأصبح فيه نوع تشويش على الناس ممن يستمعون.
- ذكر بعض التنبيهات المتعلقة بصلاة الجمعة:
أولاً: من دخل المسجد يوم الجمعة والمؤذن يؤذن، هل ينتظر إلى انتهاء الأذان أم يشرع في صلاة تحية المسجد؟ الجواب: بل يشرع في تحية المسجد؛ لأن الإنصات إلى الخطبة واجب وإجابة المؤذن سنة على الصحيح، وهذا رأي=
(١) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة - باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب - رقم (٨٨٢)، ومسلم في كتاب الجمعة - باب الإنصاف يوم الجمعة في الخطبة - رقم (١٤٠٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة - باب التحية والإمام يخطب - رقم (١٤٤٨). (٣) بدائع الصنائع (١/ ٢٦٤). (٤) الشرح الصغير (١/ ٧٠١). (٥) المجموع (٤/ ٤٢٩، ٤٣٠). (٦) المقنع ومعه الشرح الكبير والإنصاف (٥/ ٣٠٥).