ولو كان فرض عين لكان القاعد آثماً، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث السرايا ويقيم هو وأصحابه، فإذا لم يجب في الجملة ولم يجب على الأعيان، لزم كونه فرض كفاية.
وأما قوله تعالى:{إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}(٣)، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: نسخها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}(٤)(٥)، ويحتمل أنه أراد حينما استنفرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك، ولذا هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك -رضي الله عنه- ومن تخلف معه حتى تاب الله عليهم.
ومعنى الكفاية في الجهاد: أن ينهض إليه قوم يكفون في جهادهم، =
(١) سورة التوبة: الآية ١٢٢. (٢) سورة النساء: الآية ٩٥. (٣) سورة التوبة: الآية ٣٩. (٤) سورة التوبة: الآية ١٢٢. (٥) أخرجه أبو داود (٢٥٠٥)، قال الألباني في صحيح سنن أبي داود إسناده حسن (٢/ ٤٧٥ - ٤٧٦).