=وعند الشافعية (١)، والحنابلة (٢) يصح لعان غير المسلم لعموم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ}، ولأن اللعان أيمان بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم- «لَوْلا الأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ»(٣)، والأيمان تكون من غير المسلمين كما في القسامة.
٦ - أن يكون اللعان بالصيغة التي ورد بها الشرع.
٧ - أن يكون بحضور السلطان أو نائبه.
٨ - أن يكون في المسجد, لا يختلف الفقهاء في هذا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لاعن بين المتلاعنين في المسجد.
- الفائدة الثالثة: سبب اللعان: هو رمي الزوج زوجته بالزنا, سواء بشخص معين أو بغير معين كقوله:«يا زانية» , فإذا حصل ذلك منه فله ثلاث حالات:
الأولى: أن يقيم بينة شرعية, وهي أربعة شهود على صحة دعواه لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ هِلالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «الْبَيِّنَةُ، أَوْ حَدٌّ فِي =
(١) روضة الطالبين (٨/ ٣٣٤)، ومغني المحتاج (٣/ ٣٦٧، ٣٧٦، ٣٧٨)، ونهاية المحتاج (٧/ ١١٣) (٢) الهداية مع فتح القدير (٣/ ٢٥١، ٢٥٢). (٣) أخرجه أحمد بهذا اللفظ (١/ ٢٣٨)، وأبو داود في الطلاق - باب في اللعان (٢٢٥٦) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو بهذا اللفظ ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٣٨٨)، والحديث أخرجه البخاري في التفسير - باب {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} (٤٧٤٧)، بلفظ «لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن».