الحديث صريح الدلالة في جواز الرمي قبل الفجر، بدليل قوله:"غلسنا"، ثم إن أسماء قد رمت وارتحلت بعد غيبوبة القمر، وأدركت صلاة الفجر في منزلها، وذلك لا يكون إلّا بالرمي قبل الفجر (٥).
الدليل الثالث: ما بعد النصف الآخر من الليل يُعَدُّ وقتًا للدفع من مزدلفة، فجاز أن يكون وقتًا لرمي جمرة العقبة (٦).
واستدلَّ أصحاب القول الثاني القائل - لا يجوز رمي جمرة العقبة قبل طلوع الفجر - بما يلي:
(١) تستعمل للنداء، والمعنى: يا هذه. يقال للمذكر إذا كني عنه (هن) وللمؤنث (هنة)، انظر: الصحاح (٦/ ٢٥٣٧)، إكمال المعلم (٤/ ٣٦٤)، عمدة القاري (١٠/ ١٨). (٢) الغلس ظلام آخر الليل، وغلسنا سرنا في ظلمة آخر الليل. انظر: العين (٤/ ٣٧٨)، إكمال المعلم (٤/ ٣٦٩)، عمدة القاري (١/ ١٨). (٣) جمع ظعينة وأصلها الراحلة التي يرحل ويظعن عليها، ويطلق على الهودج فيه المرأة أو لا، وأطلق على المرأة ظعينة مجازًا حتى اشتهر، انظر: النهاية (٣/ ١٥٧)، لسان العرب (١/ ٢٧١)، الكواكب الدراري (٨/ ١٧٠). (٤) رواه البخاري، كتاب الحج، باب من قدَّمَ ضَعَفَةَ أهلِه بليلٍ، فيقفون بالمزدلفة، ويدعون، ويقدم إذا غاب القمر، (٢/ ١٦٥) (١٦٧٩)، ومسلم، كتاب الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس، واستحباب المكث لغيرهم حتى يصلّوا الصبح بمزدلفة، (٢/ ٩٤٠) (١٢٩١). (٥) انظر: فتح الباري، لابن حجر (٣/ ٥٢٨)، عمدة القاري (١٠/ ١٨). (٦) انظر: نهاية المطلب (٤/ ٣١٧)، الشرح الكبير، لأبي الفرج (٩/ ٢٠٢)، المبدع (٣/ ٢٢٠). (٧) أغيلمة تصغير غلمة - وهو شاذ -، وغلمة جمع غلام، والمراد: الصبيان والشبان. انظر: الفائق في غريب الحديث (٣/ ٣١٠)، المفاتيح في شرح المصابيح (٣/ ٣١٠). (٨) حمرات جمع حمر؛ وهي جمع حمار، والمعنى راكبين على حمرات. النهاية في غريب الحديث (١/ ٤٣٩)، لسان العرب (٤/ ٢١٢)، المفاتيح في شرح المصابيح (٣/ ٣١٠). (٩) يلطخ: اللطخ الضرب الخفيف اللين ببطن الكف. معالم السنن (٢/ ٢٠٥)، الفائق في غريب الحديث (٣/ ٧٤)