الحديث صريح الدلالة في عدم قطع الصلاة بمرور الحمار بين يدي المصلي (٢).
يمكن أن يناقش: بأن هذا الحديث في إسناده مقال، فلا يقوى على معارضة الأدلة الصحيحة.
الدليل الثالث: عن ابْنِ عَبَّاسٍ، -رضي الله عنهما-قَالَ:(جِئْتُ أَنَا وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِمَارٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي، فَنَزَلَ وَنَزَلْتُ وَتَرَكْنَا الْحِمَارَ أَمَامَ الصَّفِّ، فَمَا بَالَاهُ وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَتَا بَيْنَ الصَّفِّ فَمَا بَالَى ذَلِكَ)(٣).
وجه الدلالة من الحديث:
دل عدم إنكار النبي عليه الصلاة والسلام مرور الحمار أمام المصلين على إباحته وعدم بطلان الصلاة به (٤).
نوقش: ليس في الحديث ذكر لمرور الحمار بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كان المرور بين بعض الصف، وسترة الإمام سترة للمصلي ولا خلاف في القول بموجب ذلك (٥).
الدليل الرابع: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَفِي الْبَيْتِ
(١) رواه أبو داود في السنن، كتاب الصلاة، باب من قال: الكلب لا يقطع الصلاة (١/ ١٩١) (٧١٨)، قال الخطابي في معالم السنن (١/ ١٩٠): "في إسناده مقال"، وقال النووي في خلاصة الأحكام (١/ ٥٢١): "رواه أبو داود بإسناد حسن". (٢) انظر: التمهيد، لابن عبد البر (٢١/ ١٧٠)، المفاتيح في شرح المصابيح (٢/ ١٠٤). (٣) رواه أبو داود في السنن، كتاب الصلاة، باب من قال: الحمار لا يقطع الصلاة (١/ ١٩٠) (٧١٦) واللفظ له، وأحمد في مسنده (٥/ ٢١) (٢٨٠٤)، قال شعيب الأرنؤوط: "حديث حسن"، قال الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٣٠١): "إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان". (٤) انظر: فتح الباري، ابن حجر (١/ ١٧٢)، شرح سنن أبي داود، للعيني (٣/ ٢٨٤). (٥) انظر: المبدع (١/ ٤٣٩)، شرح الزركشي (٢/ ١٣٢).