عبد الله وحدثني بحديث جرير بن عبد الله في الرؤية (١)، فلما فرغ قال: على الجهمية لعنة الله. (٢)
- وجاء في طبقات الحنابلة: وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي: تكلم الله تبارك وتعالى بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت، وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان (٣) قال أبي: والجهمية تنكره. قال أبي: وهؤلاء كفار. (٤)
" التعليق:
هذه هي المسائل التي طال الحوار فيها بين السلف والجهمية وأفراخهم، وقد تصدى لهم السلف بالرد وألفوا في ذلك، ومن أحسن ما ألف: كتاب إثبات الحرف والصوت لأبي نصر السجزي الذي سيمر بنا إن شاء الله تعالى. وأثبت من المنقول والمعقول ما فيه كفاية لمن أراد الحجة، وأما الذي لا يطلب الدليل فكما قال الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ
(١) تقدمت الإشارة إليه. (٢) السنة للخلال (٥/ ٩٥). (٣) أخرجه: أبو داود (٥/ ١٠٥ - ١٠٦/ ٤٧٣٨)، ابن حبان (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤/ ٣٧) كلهم من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله - رضي الله عنه - به مرفوعا. وأخرجه موقوفا: ابن خزيمة في التوحيد (١/ ٣٥١/٢٠٨) والبيهقي في الأسماء والصفات (١/ ٥٠٧/٤٣٢) من طريق سعدان بن نصر كلاهما عن أبي معاوية بهذا الإسناد موقوفا. وذكره البخاري تعليقا (١٣/ ٥٥٤) عن مسروق عن ابن مسعود موقوفا. وقد اختلف في رفعه ووقفه، قال الدارقطني في العلل (٥/ ٢٤٣): "والموقوف هو المحفوظ" ولو ثبت موقوفا فهو في حكم الرفع، لأن مثل هذا ليس من قبيل الرأي. (٤) طبقات الحنابلة (١/ ١٨٥) والسنة لعبد الله (٧٠ - ٧١) والفتح (١٣/ ٤٦٠).