وقال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس بعد ما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيد بن جبير. وعن سعيد بن جبير قال: سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال: ائت سعيد ابن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، وهو يفرض فيها ما أفرض. قتله الحجاج سنة خمس وتسعين، فأهلكه الله بعده بخمسة عشر يوما، وقيل أربعين يوما.
[موقفه من المبتدعة:]
- روى عبد الله بن الإمام أحمد عن أبي المختار قال: شكا ذر سعيد بن جبير إلى أبي البختري الطائي فقال: مررت فسلمت عليه، فلم يرد علي، فقال أبو البختري لسعيد بن جبير، فقال سعيد: إن هذا يجدد كل يوم دينا، لا والله لا أكلمه أبدا. (١)
- وروى الدارمي عن أيوب عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف (٢) وقال: إنها لا تصطاد صيدا ولا تنكي عدوا، ولكنها تكسر السن وتفقأ العين، فرفع رجل بينه وبين سعيد قرابة شيئا من الأرض فقال: هذه، وما يكون هذه؟! فقال سعيد: ألا أراني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تهاون به، لا أكلمك أبدا. (٣)
- وجاء في السير عن سعيد بن جبير في قوله: {فَإِنْ كُنْتَ في شَكٍّ
(١) السنة لعبد الله (ص.٩٠) والإبانة (٢/ ٧/٨٩١/ ١٢٤٠) وأصول الاعتقاد (٥/ ١٠٦٢ - ١٠٦٣/ ١٨١٢). (٢) تقدم تخريج المرفوع منه ضمن مواقف عبد الله بن مغفل سنة (٥٧هـ). (٣) الدارمي (١/ ١٧٧) وذم الكلام (ص.٩٦) مختصرا.