وحدث عنه الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو العلاء محمد ابن الحسن الوراق. قال الخطيب: كان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك. وقال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. وقال الذهبي: كان من بحور العلم. توفي رحمه الله سنة خمسين وثلاثمائة، وله تسعون سنة.
[موقفه من الجهمية:]
وأخبرنا عبيد الله قال أخبرنا أحمد بن كامل قال حدثني أبو عبد الله الوراق جواز قال: كنت أورق على داود الأصبهاني فكنت عنده يوماً في دهليز مع جماعة من الغرباء فسئل عن القرآن؟ فقال: القرآن الذي قال الله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}(١) وقال: {في كِتَابٍ مَكْنُونٍ}(٢) غير مخلوق. وأما ما بين أظهرنا يمسه الجنب والحائض فهو مخلوق. قال القاضي أحمد بن كامل: وهذا مذهب الناشئ وهو كفر بالله العظيم. صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه:"نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو"(٣) فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كتب في الصحف والمصاحف قرآناً. فالقرآن على أي وجه تلي وقرئ فهو واحد وهو غير مخلوق. (٤)
(١) الواقعة الآية (٧٩). (٢) الواقعة الآية (٧٨). (٣) أحمد (٢/ ٧) والبخاري (٦/ ١٦٤/٢٩٩٠) ومسلم (٣/ ١٤٩٠/١٨٦٩) وأبو داود (٣/ ٨٢/٢٦١٠) وابن ماجه (٢/ ٩٦١/٢٨٧٩) من حديث ابن عمر. (٤) أصول الاعتقاد (٢/ ٣٩٨/٦١٣) وتاريخ بغداد (٨/ ٣٧٤ - ٣٧٥).