- قال في شرح السنة: اتفق الصحابة والتابعون، فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان، لقوله سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} إلى قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} (١) فجعل الأعمال كلها إيمانا، وكما نطق به حديث أبي هريرة. (٢)
وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية على ما نطق به القرآن في الزيادة، وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء ... (٣)
إلى أن قال: واتفقوا على تفاضل أهل الإيمان في الإيمان وتباينهم في درجاته، قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة.
وكرهوا أن يقول الرجل: أنا مؤمن حقا، بل يقول: أنا مؤمن، ويجوز
(١) الأنفال الآيتان (٢و٣). (٢) تقدم تخريجه ضمن مواقف الفزاري سنة (١٨٦هـ). (٣) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أحمد (٣/ ٣٧٣ - ٣٧٤) والبخاري (٣/ ٤١٥/١٤٦٢) ومسلم (١/ ٨٧/١٣٢ [٨٠]) والترمذي (٥/ ١١ - ١٢/ ٢٦١٣) والنسائي في الكبرى (٥/ ٤٠٠ - ٤٠١/ ٩٢٧١) وفي الباب عن غير واحد من الصحابة.