عن أبي عبد الله السلمي قال: سألت أبا يعقوب (١) إسحاق بن سليمان -يعني الرازي- عن القرآن؟ فقال: هو كلام الله عز وجل وهو غير مخلوق. فقال لي: إذا كنا نقول: القرآن كلام الله عز وجل ولا نقول مخلوق ولا غير مخلوق ليس بيننا وبين هؤلاء -يعني الجهمية- خلاف. فذكرت ذلك لأحمد ابن حنبل فقال لي أحمد: جزى الله أبا يعقوب خيرا. (٢)
[موقف السلف من سعيد بن سالم القداح المرجئي (نيف وتسعون بعد المائة)]
وقال الحميدي: حدثنا يحيى بن سليم أن سعيد بن سالم قال لابن عجلان: أرأيت إن أنا لم أرفع الأذى عن الطريق، أكون ناقص الإيمان؟ فقال: هذا مرجئ، من يعرف هذا؟ قال: فلما قمنا، عاتبته، فرد علي القول، فقلت: هل لك أن تقف، فتقول: يا أهل الطواف، إن طوافكم ليس من الإيمان، وأقول أنا: بل هو من الإيمان فننظر ما يصنعون، قال: تريد أن تشهرني؟ قلت: فما تريد إلى قول إذا أظهرته شهرك. (٣)
(١) تقدم في ترجمته أن كنيته أبو يحيى، وهنا أبو يعقوب، فلعل له كنيتان. (٢) أصول الاعتقاد (٢/ ٢٨٨/٤٤٣) والسنة للخلال (٥/ ١٣٦). (٣) السير (٩/ ٣٢٠).